الاكتئاب الموسمي هو شكل من أشكال الاكتئاب الذي يرتبط مباشرة بتغير الفصول وهو يحدث في نفس التوقيت من السنة. بالنسبة لغالبية الأشخاص المصابين به، تظهر الأعراض في بداية (مطلع) الخريف، وتدوم حتى فصل الربيع.
التعرف على الاكتئاب الموسمي مهم للغاية، لأن مجموعة من الأشخاص يربطونه بشعور مؤقت بالحزن و اليأس خلال وقت مُعَيّن من السنة.
يمكن أن تكون مصابًا باكتئاب من هذا النوع. رغم أنه لا يمكن التحكم في درجة الحرارة، فإنه يمكنك أن تقوم بتخفيض أعراض هذا المرض وتحسين جودة حياتك خلال الفصول المظلمة.
أسباب الاكتئاب الموسمي :
عدة عوامل يمكن أن تسبب الاكتئاب الموسمي. حسب عدة خبراء فتقلب الهرمونات أو نشاط بعض النواقل العصبية يُشكّل أهم الأسباب. علاوة أن نقص الساعات المشمسة في أيام الخريف والشتاء يسبب نقصا في نشاط هرمون السيروتونين، وهو ناقل عصبي يساهم في تعديل المِزَاج، إضافة إلى أن تغير الفصل يؤثر بدوره في دورة النوم ويسبب التعب خلال اليوم.
على الرغْم أن الاكتئاب الموسمي يمكن أن يصيب جميع الأفراد و خاصة النساء, فإنه يظهر غالبا خلال فترة البلوغ.
من بين الأسباب أيضا، وجود إصابات وراثية في العائلة بهذا المرض أو العيش في الدول الشمالية من الكرة الأرضية، حيث هناك نقص الأشعة الذي يسبب مشكلة كبيرة.
2 إلى 13% من الكنديين مصابون بالاكتئاب الموسمي.
اقرأ أيضا : أهمية هرمون البروجسترون في حياة المرأة.
أعراض الاكتئاب الموسمي :
أعراض الاكتئاب الموسمي هي حقيقية, وهو أحد أنواع الاكتئاب, إذن لا يجب الاستهانة بهذا الاضطراب في الصحة العقلية. الأعراض يمكن أن تكون جسدية أو نفسية، وشدة الأعراض تختلف من شخص لا خر.
الأعراض الدالة على هذا النوع من الاكتئاب هي :
- الشعور بالمحنة طوال اليوم خلال عدة أيام في الفصل.
- مشاكل في النوم.
- أزمات بكاء.
- الشعور بالتعب.
- إيجاد صعوبة في العمل و القيام بالأنشطة الاجتماعية مع الأصدقاء والعائلة.
- مراودة المصاب من طرف الأفكار الانتحارية.
- نقص كبير في التنشيط والتحفيز.
- التهيج.
كيفية الوقاية وعلاج الاكتئاب الموسمي :
عدة عوامل يمكن أن تسبب الاكتئاب الموسمي وهناك عدة علاجات لتخفيض الأعراض. حسب الحاجيات وحسب درجة الاكتئاب يمكن لأخصائي في الصحة أن ينصحك بعلاج أو عدة علاجات وهذه هي لائحة العلاجات :
العلاج بالضوء :
التعرض لأشعة مصباح 2500 إلى 10000 وحدة إضاءة ( لكس) لمدة نصف ساعة في اليوم والذي يسبب تفاعلا في الدماغ, والذي يقوم بتعديل المزاج وتخفيض أعراض الاكتئاب الموسمي. حيث يمكن تقدير أن 60 إلى 80% من الأشخاص يرون اختلافا بعد العلاج بالضوء.
العلاج بالدواء :
العلاج بالدواء هو علاج فعال, وحده الطبيب هو من يحدد طريقة العلاج حسب شدة هذا النوع من الاكتئاب.
المحاكاة الاصطناعية للفجر:
هذه طريقة أخرى لعلاج الاكتئاب الموسمي وهي إنتاج أو صناعة الظروف الطبيعية للاستيقاظ بإنتاج ضوء طلوع الشمس، وذلك باستبدال منبه الاستيقاظ في الصباح بمصباح الفجر، الذي يكون مبرمجًا لإضاءة الغرفة تدريجيًا منذ الساعة التي نختارها.
عدة دراسات منشورة أكدت على فعالية المحاكاة الاصطناعية للفجر لتخفيض شدة أعراض الاكتئاب الموسمي.
وهذا يؤكد أن المحاكاة الاصطناعية للفجر تم تجريبها عبر عدد صغير من دراسات اليات عمل محاكي الفجر لا تزال غير مفهومة، ولكن الأكيد هو أن الآليات لا تعتمد على شدة الإضاءة، لأنها ضعيفة (الجهاز يعمل بمصباح من 60 واط) .
نجد في السوق، عدة نماذج من المنبهات (محاكاة الفجر) التي تبرمج على ساعة بداية الفجر.
مثال : عندما يكون الصبح على الساعة السابعة صباحًا، الإضاءة تبرمج للبدء تدريجيًا من الساعة السادسة أو السادسة والنصف لتبلغ أقصاها مع الساعة السابعة صباحا.
مضادات الاكتئاب :
استعمال مضادات الاكتئاب وحدها أو إلى جانب العلاج بالإضاءة قد بين فعاليته، وخصوصا عندما تكون الأعراض صريحة.
أمثلة لمضادات اكتئاب :
بعض الأشخاص يفضلون الأدوية على العلاج بالإضاءة، نظرا لعدم كفاية العلاج بالإضاءة في التخفيف من أعراض الاكتئاب الموسمي.
العلاج النفسي :
إن تتبع العلاج النفسي قد يساعد على تخطي هذا النوع من الاكتئاب، وذلك بالعمل على العوائد السلبية والسلوكيات.
التمارين الرياضية تعمل على علاج أنواع الاكتئاب وتبين فعالية شبيهة بمضادات الاكتئاب، ذلك أنها تساعد على إفراز هرمونات السعادة.
عند الإصابة باكتئاب من هذا النوع، فإن الأمثل هو ممارسة الرياضة للاستفادة من مفعول التمارين الرياضية وضوء الصباح في نفس الوقت.
خاتمة :
يطلق أيضا على هذا النوع من الاكتئاب، اكتئاب الشتاء. لذلك يجب معرفة أعراضه التي يصاب بها أغلب الناس خلال الفصل المذكور. و بالتالي إذا كنت مصابًا بإحدى علامات هذا الاكتئاب، فالعلاج متوفر عند الأطباء سواء كان العلاج دوائيا أو نفسيًا.